التوحيد العلمي والعملي
قال فضيلة الشيخ العلامة عبد الحميد بن محمد المصطفى بن مكي بن باديس رحمه الله :
(( لا تجعل مع الله إلهاً آخر فتقعد مذموماً مخذولا ))
التوحيد العلمي
هذا هو أساس الدين كله ، وهو الأصل الذي لا …
التوحيد العلمي والعملي لشخ عبد الحميد بن باديس
صفحة 1 من اصل 1
التوحيد العلمي والعملي لشخ عبد الحميد بن باديس
التوحيد العلمي والعملي
قال فضيلة الشيخ العلامة عبد الحميد بن محمد المصطفى بن مكي بن باديس رحمه الله :
(( لا تجعل مع الله إلهاً آخر فتقعد مذموماً مخذولا ))
التوحيد العلمي
هذا هو أساس الدين كله ، وهو الأصل الذي لا تكون النجاة ولا تقبل الأعمال إلا به ...
ولا تكاد سورة من سور القرآن تخلو من ذكره والأمر به والنهي عن ضدِّه ...
المفردات :
( لا تجعل ) : الجَعلُ : يكون عملياً ؛ كـ : جعلت الماء مع اللبن في إناء واحد
ويكون اعتقادياً ؛ كـ : جعلت مع صديقي صديقاً آخر ، والجعلُ في الآية من هذا الثاني
( مع الله ) : المعيَّة هنا أيضاً هي معيَّة اعتقادية
( إلهاً آخر ) : الإله هو المعبود والعبادة هي نهاية الذل ... ودوام التضرُّع والسؤال
( فتقعد ) : القعود ضد القيام ، والعرب تكنِّي بالقيام عن الجدِّ في الأمر
و العمل قائماً أو جالساً ...
وتكني كذلك بالقعود عن الترك للعمل وانحلال العزيمة ...
فالقود في الآية بمعنى المُكث ، كناية عن بطلان العمل وخيبة السعي
وخور القلب وفراغ اليد من كل خير
( مذموماً ) : مَذكوراً بالقبيح موصوفاً به
( مخذولاً ) : متروكاً بلا نصير مع حاجتك إليه
فنهى الله الخلق كلهم عن أن يعتقدوا معه شريكاً في ألوهيته فيعبدوه معه
ليعتقدوا أنَّه الإله وحده فيعبدوه وحده
وبين لهم أنَّهم إن اعتقدوا معه شريكاً وعبدوه معه
فإن عبادتهم تكون باطلة ، وعملهم يكون مردوداً عليهم ، وأنَهم يكونون مذمومين من خالقهم
ومن كل عقل سليم من الخلق ...
(( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه ))
( القضاء ) : يكون بمعنى الإرادة ، وهذا هو القضاء الكوني التقديري
الذي لا يتخلف مُتعلِّقه ، فما قضاه الله لا بد من كونه
ويكون القضاء بمعنى الأمر والحكم ، وهذا هو القضاء الشرعي الذي يمتثله الموفقون
ويخالفه المخذولون ، والذي في الآية من هذا الثاني
( ربك ) : الرب هو الخالق المدبر المنعم المتفضِّل
[ أن ] : مصدرية ، والتقدير بـ ( ألا تعبدوا إلا أياه )
أي : بعدم عبادتكم سواه ، بأن تكون عبادتكم مقصورة عليه
فالعبادة : بجميع أنواعها لا تكون إلا له ...
تحذير
فمن خضع قلبه لمخلوق على أنه يملك ضرَّه أو نفعه ؛ فقد عبده
ومن ألقى قيادَه بيد مخلوق يتَّبِعه فيما يأمره وينهاه
غير ملتفت إلى أنه من عنده أو من عند الله ؛ فقد عبده
ومن توجَّه لمخلوق فدعاه ليكشف عنه السوء أو يدفع عنه الضر ؛ فقد عبده
ومن شعر بضعفه وافتقاره أمام مخلوق على أنه يملك إعطاءه أو منعه ؛ فقد عبده
فالله تعالى يُعلِّم الخلق كلهم في هذه الآية بأنه أمر أمراً عامَّاً ، وحكم حكماً جازماً
بأن العبادة لا تكون إلا له
وجئ باسم الرب في مقام الأمر بقصر العبادة عليه تنبيهاً
على أنّ الذي يستحق العبادة هو من له الربوبيّة بالخلق والتدبير والملك ...
التوحيد العملي :
وكم انتظمت هذه الجملة توحيد الربوبية ، وتوحيد الالوهية
كذلك انتظمت مع الآية السابقة التوحيد العلمي والتوحيد العملي :
فالأولى : نهي عن أن تعتقد الألوهية لسواه ، وهو يتضمن النهي
عن اعتقاد ربوبية سواه ، وهذا من باب العلم
والثانية : أمر بأن تكون عبادتك مقصورة عليه ؛ لأنه هو ربُّك وحده وهذا من باب العمل :
فمن وحد الله جلَّ جلاله في ربوبيته و ألوهيَّته علماً وعملاً ...
فقد استكمل حظَّه من مقام هذا الأساس العظيم ...
نعوذ بالله من الشرك جليَّه وخفيَّه ، إنه سميع عليم
ــــــــــــــ
أصول الهداية لابن باديس
لعلي بن حسن الحلبي الأثري
مع الاختصار
قال فضيلة الشيخ العلامة عبد الحميد بن محمد المصطفى بن مكي بن باديس رحمه الله :
(( لا تجعل مع الله إلهاً آخر فتقعد مذموماً مخذولا ))
التوحيد العلمي
هذا هو أساس الدين كله ، وهو الأصل الذي لا تكون النجاة ولا تقبل الأعمال إلا به ...
ولا تكاد سورة من سور القرآن تخلو من ذكره والأمر به والنهي عن ضدِّه ...
المفردات :
( لا تجعل ) : الجَعلُ : يكون عملياً ؛ كـ : جعلت الماء مع اللبن في إناء واحد
ويكون اعتقادياً ؛ كـ : جعلت مع صديقي صديقاً آخر ، والجعلُ في الآية من هذا الثاني
( مع الله ) : المعيَّة هنا أيضاً هي معيَّة اعتقادية
( إلهاً آخر ) : الإله هو المعبود والعبادة هي نهاية الذل ... ودوام التضرُّع والسؤال
( فتقعد ) : القعود ضد القيام ، والعرب تكنِّي بالقيام عن الجدِّ في الأمر
و العمل قائماً أو جالساً ...
وتكني كذلك بالقعود عن الترك للعمل وانحلال العزيمة ...
فالقود في الآية بمعنى المُكث ، كناية عن بطلان العمل وخيبة السعي
وخور القلب وفراغ اليد من كل خير
( مذموماً ) : مَذكوراً بالقبيح موصوفاً به
( مخذولاً ) : متروكاً بلا نصير مع حاجتك إليه
فنهى الله الخلق كلهم عن أن يعتقدوا معه شريكاً في ألوهيته فيعبدوه معه
ليعتقدوا أنَّه الإله وحده فيعبدوه وحده
وبين لهم أنَّهم إن اعتقدوا معه شريكاً وعبدوه معه
فإن عبادتهم تكون باطلة ، وعملهم يكون مردوداً عليهم ، وأنَهم يكونون مذمومين من خالقهم
ومن كل عقل سليم من الخلق ...
(( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه ))
( القضاء ) : يكون بمعنى الإرادة ، وهذا هو القضاء الكوني التقديري
الذي لا يتخلف مُتعلِّقه ، فما قضاه الله لا بد من كونه
ويكون القضاء بمعنى الأمر والحكم ، وهذا هو القضاء الشرعي الذي يمتثله الموفقون
ويخالفه المخذولون ، والذي في الآية من هذا الثاني
( ربك ) : الرب هو الخالق المدبر المنعم المتفضِّل
[ أن ] : مصدرية ، والتقدير بـ ( ألا تعبدوا إلا أياه )
أي : بعدم عبادتكم سواه ، بأن تكون عبادتكم مقصورة عليه
فالعبادة : بجميع أنواعها لا تكون إلا له ...
تحذير
فمن خضع قلبه لمخلوق على أنه يملك ضرَّه أو نفعه ؛ فقد عبده
ومن ألقى قيادَه بيد مخلوق يتَّبِعه فيما يأمره وينهاه
غير ملتفت إلى أنه من عنده أو من عند الله ؛ فقد عبده
ومن توجَّه لمخلوق فدعاه ليكشف عنه السوء أو يدفع عنه الضر ؛ فقد عبده
ومن شعر بضعفه وافتقاره أمام مخلوق على أنه يملك إعطاءه أو منعه ؛ فقد عبده
فالله تعالى يُعلِّم الخلق كلهم في هذه الآية بأنه أمر أمراً عامَّاً ، وحكم حكماً جازماً
بأن العبادة لا تكون إلا له
وجئ باسم الرب في مقام الأمر بقصر العبادة عليه تنبيهاً
على أنّ الذي يستحق العبادة هو من له الربوبيّة بالخلق والتدبير والملك ...
التوحيد العملي :
وكم انتظمت هذه الجملة توحيد الربوبية ، وتوحيد الالوهية
كذلك انتظمت مع الآية السابقة التوحيد العلمي والتوحيد العملي :
فالأولى : نهي عن أن تعتقد الألوهية لسواه ، وهو يتضمن النهي
عن اعتقاد ربوبية سواه ، وهذا من باب العلم
والثانية : أمر بأن تكون عبادتك مقصورة عليه ؛ لأنه هو ربُّك وحده وهذا من باب العمل :
فمن وحد الله جلَّ جلاله في ربوبيته و ألوهيَّته علماً وعملاً ...
فقد استكمل حظَّه من مقام هذا الأساس العظيم ...
نعوذ بالله من الشرك جليَّه وخفيَّه ، إنه سميع عليم
ــــــــــــــ
أصول الهداية لابن باديس
لعلي بن حسن الحلبي الأثري
مع الاختصار
مواضيع مماثلة
» الرد العلمي على منكري التصنيف
» العقائد الاسلامية من الايات القرآنية والسنة النبوية-لشيخ عبد الحميد رحمه الله-
» الاعجاز العلمي في النحل سبحان الرحمن
» الاعجاز العلمي في النحل سبحان الرحمن متابعة
» الاعجاز العلمي في النحل سبحان الرحمن متابعة
» العقائد الاسلامية من الايات القرآنية والسنة النبوية-لشيخ عبد الحميد رحمه الله-
» الاعجاز العلمي في النحل سبحان الرحمن
» الاعجاز العلمي في النحل سبحان الرحمن متابعة
» الاعجاز العلمي في النحل سبحان الرحمن متابعة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى